كنت أتوكّل لأبي جعفر بن البهلول القاضي، في بيع حطبه الذي كان يتّجر فيه من الحرار «١» ، وأزنه على المشترين.
فبلغني يوما خبر طوف «٢» عظيم، قد ورد له، فخرجت إلى دممّا «٣» أستقبله، وكان هائلا مهولا.
وكانت القنطرة إذ ذاك مخوفة، على شفا الوقوع، والزواريق ممنوعة من الاجتياز بها لئلا تنكسر.
فأقمت يومي أنتظر الطوف [١٣٦ ط] ، فإذا الجماعة قد جاءوني، وقالوا: إنّه طوف عظيم، وقد حصل في جرية الماء، وليس يطيقه من فيه، والساعة يجيء، فيقع على القنطرة ويكسرها، فيكون فيه هلاك أبي جعفر مع السلطان.
قال: وهم في الحديث، حتى إذا رأيت الطوف، قد جاء كالجبل،