للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٥٣ النار ما اشتملت عليه ضلوعه والماء ما سحّت به أجفانه

أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد ابن أبي نصر الحميدي «١» ، قال: حدّثني أبو محمد علي بن أبي عمر اليزيدي، قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الواحد الزبيري، قال: حدّثني أبو علي الحسن بن الأشكري «٢» المصري، قال:

كنت من جلّاس الأمير تميم بن المعز «٣» ، وممن غلب عليه جدا، فبعث بي إلى بغداد، فاشتريت له جارية رائعة، من أفضل ما وجد في الحسن والغناء، فلما وصلت إليه، أقام دعوة لجلسائه،- وأنا منهم- ثم وضعت الستارة، وأمرها بالغناء، فغنّت:

وبدا له من بعد ما اندمل الهوى ... برق تألّق موهنا لمعانه

يبدو كحاشية الرداء ودونه ... صعب الذرى متمنّع أركانه

فدنا لينظر كيف لاح فلم يطق ... نظرا إليه وصدّه سجّانه

فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه ... والماء ما سحّت به أجفانه «٤»