أخبرنا أبو عليّ أحمد بن موسى حمولي «١» ، صاحب معزّ الدولة، قال:
كنّا يوما قياما. بحضرة مولانا الأمير- يعني معزّ الدولة- فدخل إليه أبو مخلد «٢» ، فرأى تحته دست ديباج جديد، حسن جدا، قد استعمله «٣» بتستر، وقام عليه بألفي دينار.
فقال له: أيّها الأمير، تنحّ عن الدست، فإنّ عليه شيئا.
فلم يفهم الأمير مراده، وتزحزح عن دسته، فجذبه، وحمل جزءا منه على كتفه «٤» ، وقام.
فقال له الأمير: يا بغّاء «٥» - بكلام الديلم- إلى أين؟
قال: إلى طيّاري أنقل هذا الدست إليه أولا أولا كما ترى، ومن يعارضني؟ أو يجسر على ذلك؟
قال: فضحك الأمير، وقال: ما يعارضك أحد.
قال: فنقل، يشهد الله، الدست بآلته كاملا، على ظهره، إلى طيّاره وأنا أراه، حتى أخذه جميعه.