للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٩٧ ربّ عيش أخف منه الحمام

وحدّث القاضي أبو علي التنوخي، قال: حدّثتني علم، قهرمانة المستكفي بالله، الشيرازية «١» ، حماة أبي أحمد الفضل بن عبد الرحمن الشيرازي «٢» ، قالت:

كان المستكفي «٣» ، لما أفضي إليه الأمر، يوصيني بتفقّد القاهر بالله «٤» ، بنفسي وأن لا أعوّل على أحد في ذلك، ويكرمه، ويبرّه، ويحسن إليه.

وكان قد اختلّ عقله، لسوداء لحقته، ويخرّق ما يلبسه من الثياب، وقلّما يبقى عليه منها قميص أو جبّة، وينتف شعر لحيته وبدنه، وربما صاح وضجّ، ثم يثيب إليه عقله.

قالت: فراسلني- في بعض أيام إفاقته- المستكفي، يأمرني أن أستعرض شهواته، وحاجاته، فسألني تمكينه من جواريه، فعرفته ذلك، فأمرني بحملهن إليه، وأدخلت إليه جماعة منهن.

ثم استدعى بعد ذلك مرة، أن تدخل إليه ابنته، ففعلت، فقبض عليها يوما، وافتضّها.

وبلغ المستكفي ذلك، فأعظمه، وهاله، وأمر أن يفرّق بينهما، ولا يمكّن أن يدخل إليه غير جواريه.

الهفوات النادرة ٢٢١