أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزّاز، قال: أنبأنا عليّ بن المحسّن التنوخي، عن أبيه، قال: حدّثني أبو الحسن أحمد بن يوسف «١» ، قال:
لما دخل الديلم «٢» من الجانب الغربي «٣» ، إلى الجانب الشرقي «٤» ، وخاف الناس السيف، هربوا على وجوههم، وكانت العذراء، والمخبأة المترفة من ذوات النعم، والصبيّة، والأطفال، والعجائز، وسائر الناس، يخرجون على وجوههم، يتعادون يريدون الصحراء، وكان ذلك اليوم حارا، فلا يطيقون المشي.
قال أبو محمد الصلحي «٥» : انهزمنا يومئذ مع ناصر الدولة «٦» ، نريد الموصل «٧» ، من بين يدي معزّ الدولة «٨» ، وقد عبر من الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي، فرأيت ما لا أحصي من أهل بغداد، قد تلفوا بالحر والعطش، ونحن نركض هاربين «٩» ، فما شبّهته إلّا بيوم القيامة «١٠» .