للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٥٢ أبو القاسم الجهني يتولى الحسبة بالبصرة]

وولي أبو القاسم الجهنيّ، عندنا بالبصرة، الحسبة «١» ، من قبل أبي جعفر الصيمريّ «٢» ، فسمعت إذ ذاك، شيوخنا، يقولون:

إنّهم ما شاهدوا ولا سمعوا، من بلغ مبلغه، في ضبط العامّة، ورفع الغشوش، ومن عرف من أسرار الصنائع، والأمتعة، ما عرفه، حتى كأنّه لا يحسن شيئا غيرهما، مثله.

وطالب الناس بمطالبات صعبة، فانتشر له حديث عظيم جميل، في البلد بذلك، وهيبة في نفوس الأكابر، فضلا عن الأصاغر.

فاجتاز يوما وبين يديه رجّالته، بمؤذّن يؤذّن لبعض الصلوات، فقالوا: الجهنيّ، والجهنيّ.

فتطلّع المؤذّن، فرآه، فقال: الحمد لله الذي لم يجعل لك عليّ طريقا، فقال للرجّالة: خذوه إلى الدار.

فضجّ من ذلك، وقام معه الجيران، وجاءوا، ونزل الجهنيّ في داره:

فأدخلهم.

فقالوا له: أمرت بإحضار هذا الرجل المؤذّن، فأيّ طريق لك عليه؟

فقال: تحتاج أن تحلف لي أن لا تدخل المسجد بالنعل الذي تدخل به