للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٦٧ عشق، فعف، فكتم، فمات]

أنبأنا محمد بن عبد الباقي، قال: أنبأنا التنوخي، قال: حدّثنا ابن حيّويه، قال: أنبأنا ابن المرزبان، قال: ذكر بعض الرواة عن محمد بن معاوية «١» ، قال: حدّثني إبراهيم بن عثمان العذري، وكان ينزل الكوفة، قال:

رأيت عمر بن ميسرة، وكان كهيئة الخيال، وكأنّه صبغ بالورس «٢» ، لا يكاد يكلّم أحدا، ولا يجالسه، وكانوا يرون أنّه عاشق، فكانوا يسألونه عن قصته، فيقول:

يسائلني ذا اللب عن طول علّتي ... وما أنا بالمبدي لذا الناس علّتي

سأكتمها صبرا على حرّ جمرها ... وأكتمها إذ كان في السرّ راحتي

إذا كنت قد أبصرت موضع علّتي ... وكان دوائي في مواضع لذّتي

صبرت على دائي احتسابا ورغبة ... ولم أك أحدوثات أهلي وخلّتي

قال: فما أظهر أمره، ولا علم أحد بقصّته، حتى كان عند الموت، فإنّه قال: إنّ العلة التي كانت بي، من أجل فلانة ابنة عمّي، والله، ما حجبني عنها، وألزمني الضرّ، إلّا خوف الله عز وجلّ لا غير، فمن بلي في هذه الدنيا بشيء، فلا يكن أحد أوثق عنده بسرّه من نفسه، ولولا أن الموت نازل بي الساعة، ما حدّثتكم، فاقرؤوها مني السلام، ومات.

ذم الهوى ٥٢٥