للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٣٩ الملك عضد الدولة يغضب على أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف]

ذكر أبو علي القاضي التنوخي «١» ، عن عضد الدولة ابن بويه «٢» ، أنّه كان قدّم في دولته أبا القاسم عبد العزيز بن يوسف «٣» ، واعتقد في كمال عقله، ورزانة نبله، ورجحان فضله، فناط به أزمّة عقده وحلّه، واعتمد إليه في أمر ملكه كلّه.

وكان نفاق الحاشية، يغطّي عواره، ويستره، وألسن الخدم والأتباع لعضد الدولة، تمدحه وتشكره، وجماعة من عظماء الدولة، تعرض عنه فلا تذكره، وهو يتبجّح بدعوى العقل، وهو أجهل من باقل، ويتحلّى بحسن التدبير، وهو بجيد من المعرفة عاطل، ويظهر الاستطالة على فضلاء الأماثل، وهو خال عن الفضائل.

واستمر ذلك برهة من الدهر.

إلى أن أتاح، القدر المحتوم، والقضاء المعلوم، أن سافر عضد الدولة من العراق، إلى همذان، فتبعه أبو محمد الخرنبازي، يطلب خدمة، وكان ذا دراية، وفضل، وعقل، ورزانة، ونبل.

فلما رآه أبو القاسم، قد خرج في جملة الجماعة، خشي من تقدّمه