أنبأنا محمد بن أبي طاهر، قال: أنبأنا علي بن المحسّن، عن أبيه، قال:
حدّثني عبيد الله بن محمد الصروي «١» ، قال: حدّثنا بعض إخواننا:
أنّه كان ببغداد، رجل يطلب التلصّص في حداثته، ثم تاب، فصار بزّازا.
قال: فانصرف ليلة من دكانه، وقد غلقه، فجاء لصّ محتال، متزيّ بزيّ صاحب الدكان، في كمه شمعة صغيرة، ومفاتيح، فصاح بالحارس، فأعطاه الشمعة في الظلمة، وقال: اشعلها، وجئني بها، فإنّ لي الليلة بدكّاني شغلا.
وجاء الحارس بالشمعة، فأخذها من يده، فجعلها بين يديه، وفتح سفط الحساب، وأخرج ما فيه، وجعل ينظر الدفاتر، ويري بيده، أنّه يحسب، والحارس يتردّد، ويطالعه، ولا يشك في أنّه صاحب الدكان، إلى أن قارب السّحر.
فاستدعى اللصّ الحارس، وكلمه من بعيد، وقال: اطلب لي حمالا.
فجاء بحمال، فحمل عليه أربع رزم مثمنة، وقفل الدكان، وانصرف، ومعه الحمال، وأعطى الحارس درهمين.
فلما أصبح الناس، جاء صاحب الدكان، ليفتح دكانه، فقام إليه الحارس