للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١٤٦ ألا موت يباع فأشتريه]

ومن لطائف المنقول:

أنّ أبا محمد الوزير المهلبي، «١» كان في غاية من الأدب، والمحبة لأهله، وكان قبل اتصاله بمعز الدولة بن بويه، في شدة عظيمة من الضرورة والمضايقة، وسافر وهو على تلك الحالة، ولقي في سفره شدّة عظيمة، فاشتهى اللحم، فلم يقدر عليه، فقال ارتجالا:

ألا موت يباع فأشتريه ... فهذا العيش ما لا خير فيه

ألا موت لذيذ الطعم يأتي ... يخلصي من العيش الكريه

إذا أبصرت قبرا من بعيد ... وددت لو انّني فيما يليه

ألا رحم المهيمن نفس حرّ ... تصدّق بالوفاة على أخيه

وكان له رفيق، يقال له: أبو عبد الله الصوفي، وقيل: أبو الحسن العسقلاني، فلما سمع هذه الأبيات، اشترى له لحما بدرهم، وطبخه، وأطعمه، وتفارقا.

وتنقّلت الأحوال، وولي الوزارة ببغداد لمعز الدولة المذكور «٢» ، وضاق الحال برفيقه الذي اشترى له اللحم في السفر، وبلغه وزارة المهلبي، فقصده، وكتب إليه: