قال القاضي أبو علي المحسّن بن أبي القاسم علي بن محمد التنوخي، حدّثني أبو الفرج الأصبهاني «١» من حفظه، قال:
قرأت في بعض أخبار الأوائل: أنّ الاسكندر «٢» لما انتهى إلى الصين، ونازل ملكها، أتاه حاجبه، وقد مضى من الليل شطره، فقال له: رسول ملك الصين بالباب يستأذن عليك.
فقال: ائذن له.
فلما دخل، وقف بين يديه وسلّم، وقال: إن رأى الملك أن يخليني فليفعل.
فأمر الاسكندر من بحضرته بالانصراف، وبقي حاجبه.
فقال له الرسول: إنّ الذي جئت له، لا يحتمل أن يسمعه غيرك.
فأمر بتفتيشه، ففتّش، فلم يوجد معه شيء من السلاح. فوضع الاسكندر بين يديه سيفا مجرّدا، وقال له: قف مكانك، وقل ما شئت، ثم أخرج كل من كان عنده.
فلما خلا المكان، قال له الرسول: إنّي أنا ملك الصين لا رسوله، وقد حضرت أسألك، عمّا تريده منّي، فإن كان ممّا يمكن الانقياد إليه، ولو