للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٦٣ فليت الأرض كانت مادرايا]

ذكر أبو علي التنوخي، في كتاب نشوار المحاضرة، قال:

حدّثني محمد بن الحسن البصري، قال: حدّثني الهمداني الشاعر، قال:

قصدت ابن الشلمغاني «١» في مادرايا «٢» ، فأنشدته قصيدة قد مدحته بها، وتأنّقت فيها، وجوّدتها، فلم يحفل بها.

فكنت أغاديه كل يوم، وأحضر مجلسه، حتى يتقوّض الناس، فلا أرى للثواب طريقا.

فحضرته يوما، وقد احتشد مجلسه، فقام شاعر، فأنشد نونيّة، إلى أن بلغ فيها إلى بيت، وهو:

فليت الأرض كانت مادرايا ... وليت الناس آل الشلمغاني

فعنّ لي في الوقت هذا البيت، فقمت، وقلت مسرعا:

إذا كانت بطون الأرض كنفا ... وكلّ النّاس أولاد الزواني

فضحك، وأمرني بالجلوس، وقال: نحن أحوجناك إلى هذا، وأمر لي بحائزة سنيّة.

فأخذتها وانصرفت.

بدائع البدائه ١/٥٠