قال القاضي «١» : واجتمع النصارى بجنديسابور «٢» إلى مطرانهم، وشكوا ما يجري من سهل عليهم من السب والشتم، والقذف والصفع، وانهم لا يأمنون نفرة من المسلمين عليهم لأجله، وفتكة بهم بسببه.
فقال لهم: أنا أكفيكم ذلك، في يوم الأحد عند حضوره في البيعة.
وفعل المطران ذلك، واستقصى الخطاب له فيه.
فقال له: أنت، يا أبونا، أحمق، إنما أخاطب الناس، بما أخاطبهم به، عن القائد، لا عنّي، فإن لساني مستعار منه، ومستأجر لهذا وغيره.
فلعنه المطران، وانصرف سهل.
وأراد أن يشتم رجلا، فقال له: اسمع يا هذا، قد وعظني المطران، وأنا رجل مستأجر مع هذا القائد، ولا بد لي من أن أمتثل أمره، وأؤدي عنه ما يقوله.
وقد قال لك: يا زوج كذا وكذا، ويا ابن كذا، ويا أخو كذا، وشتمه وسبّه، لم فعلت كذا؟ وذكر له ما أراد مواقفته عليه.
وبقي يقول ذلك مدة، ثم قال: هذا طويل، حر أمّ المطران، ورجع إلى ما كان أوّلا عليه.