يتحدّث عن سياسة الوزير ابن الفرات ووفور عقله وحدّث «١» أبو محمد الحسن بن محمد الصلحي «٢» ، قال: حدّثني أبو علي ابن مقلة «٣» ، قال:
كنت أكتب لأبي الحسن بن الفرات «٤» ، في التحرير، أيام خلافته أبا العباس أخاه «٥» ، على ديوان السواد، بجاري عشرة دنانير في كل شهر، ثم تقدّمت حاله، فأرزقني ثلاثين دينارا، في كل شهر، فلما تقلّد الوزارة «٦» ، جعل رزقي خمسمائة دينار في الشهر.
ثم أمر بقبض ما في دور القوم الذين بايعوا ابن المعتز «٧» ، فحمل في الجملة صندوقان.
فسأل: هل علمتم ما فيها؟
قالوا: نعم: جرائد بأسماء من يعاديك، ويدبّر في زوال أمرك.
فقال: لا يفتحان، ثم دعا بنار، دعاء كرّره، وصاح فيه، وأحضر الفراشون النار فأجّجت، وتقدم بطرحهما في النار، على ما هما.