للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٦١ ولكم في القصاص حياة]

أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، قال: أنبأنا علي بن المحسن التنوخي، عن أبيه، قال: حدّثني عبد الله بن محمد، قال: حدّثني شيخ كان يخدمني، وقد تجارينا أحاديث، قال:

بتّ ليلة في مكان، فقتل رجل رجلا، فخرجت والليل منتصف، لا أدري أين أقصد.

وخفت العسس، فرأيت أتون حمّام، ولم يوقد بعد، فقلت: أختبئ فيه إلى أن يفتح الحمام، فأدخله.

فجلست في ناحية من الأتون، فما لبثت حتى سمعت وقع حافر، فإذا رجل معه جارية، فأدخلها إلى الأتون، فذبحها، وتركها، ومضى.

فرأيت بريق خلخالين في رجلها، فانتزعتهما منها، وصبرت ساعة، ثم خرجت.

وما زلت أمشي في طريق لا أعرفه، متحيّرا، إلى أن اجتزت بحمّام قد فتح، فدخلته، وخبأت ما معي، في ثيابي.

وخرجت، فعرفت الطريق، وعلمت أنّي بالقرب من دار صديق لي، فطلبتها، ودققت بابه، ففتح لي، وسرّ بقدومي، وأدخلني.

فدفعت إليه دراهمي ليخبأها، والخلخالين، فلما نظر إليهما تغيّر وجهه.

فقلت: ما لك؟

فقال: من أين لك هذان الخلخالان؟

فأخبرته بخبري كلّه في ليلتي تلك.