للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٧ أبو محمد المافروخي الفأفاء يفأفئ له ابن أحد خلفائه]

حدّث التنوخي:

أنّ أبا محمد المافروخيّ «١» ، وكان فأفاءا، اعترض جملا فسيّر في صحن الدار بحضرته، ووقف ليخاطب عليه، فلم يرضه، فقال: أخرجوه عنّي، وكرر أخ أخ، لأجل عقلة لسانه، فبرك الجمل، لأنّه ظنّ أنّه يقال له ذلك، كما يقال إذا أريد منه البروك.

قال: وكان إذا أنشد الشعر، أو قرأ القرآن، قرأه، وأورده، على أحسن ما يكون من حسن الأداء وطيب الحنجرة.

فقيل له: لو كان كلامك كلّه شعرا، أو كقراءة القرآن، تخلّصت من هذه الشدّة، فقال: يكون ذلك طنزا.

قال: وكان أحد خلفائه، قد خرج الى بعض الأعمال، واستخلف بحضرته ابنا له، كان مثل المافروخيّ في الفأفأة.

فخاطبه المافروخيّ أوّل ما دخل إليه، في أمر شيء قال فيه (ووو) مرارا.

فأجابه ذلك الابن بمثل كلامه.

فقال: يا غلمان قفاه، كأنّه يحكيني.

فصفع صفعا محكما، حتى حضره أقوام، وحلفوا له أنّ ذلك عادته، فأخذ يعتذر إليه، وقال: الذنب ذنب أبيه، لمّا ترك في حضرتي مثله.

معجم الأدباء ١/٧٧