كنت في سنة ٣٥٢ ببغداد، فحضر أوّل يوم شهر رمضان فاصطحبنا أنا وأبو الفتح عبد الواحد بن أبي علي الحسين بن هارون، الكاتب في دار أبي الغنائم، الفضل بن الوزير أبي محمد المهلّبيّ «١» ، لتهنئته بالشهر، عند توجّه أبيه «٢» إلى عمان «٣» .
وبلغ أبو محمد إلى موضع من أنهار البصرة يعرف بعلياباذ «٤» ، ففترت نيّته عن الخروج إلى عمان.
واستوحش معزّ الدولة «٥» منه، وفسد رأيه فيه.
واعتلّ المهلّبيّ هناك، ثم أمره معزّ الدولة، بالرجوع من علياباذ، وأن لا يتجاوزه، وقد اشتدّت علّته، والناس بين مرجف بأنّه يقبض عليه إذا حصل بواسط «٦» ، أو عند دخوله إلى بغداد، وقوم يرجفون بوفاته.
وخليفته إذ ذاك على الوزارة ببغداد، أبو الفضل العباس بن الحسين