للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١٧٧ كيف تعالج اللثغة عند الصبي]

حدّث أبو علي المحسّن بن علي التنوخي، في نشوار المحاضرة، قال:

حدّثني أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون بن المنجم «١» ، قال: حدّثني أبي «٢» قال:

كنت وأنا صبيّ لا أقيم الراء في كلامي، وأجعلها غينا «٣» ، وكانت سنّي إذ ذاك أربع سنين، أقل أو أكثر، فدخل أبو طالب الفضل بن سلمة، أو أبو بكر الدمشقي (الشك من أبي الفتح) إلى أبي، وأنا بحضرته، فتكلّمت بشيء فيه راء، فلثغت فيها.

فقال له الرجل: يا سيدي، لم تدع أبا الحسن يتكلّم هكذا؟

فقال له: ما أصنع، وهو ألثغ؟

فقال له:- وأنا أسمع وأحصّل ما جرى، وأضبطه- إنّ اللثغة لا تصحّ مع سلامة الجارحة، وإنّما هي عادة سوء تسبق إلى الصبي أوّل ما يتكلّم، لجهله بتحقيق الألفاظ، وسماعه شيئا يحتذيه، فإن ترك على ما يستصحبه من ذلك، مرن عليه، فصار له طبعا لا يمكنه التحوّل عنه، وإن أخذ بتركه