للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٥٨ سبب سقوط محل ابن أبي عوف]

وكان سبب سقوط محلّه، على ما أخبرني به أبو الحسين بن عيّاش القاضي رحمه الله، قصّة ابنته، فإنّه ذكر أنّ الخبر استفاض ببغداد:

أنّه دخل داره، فوجد مع ابنته [١٤٢ ط] رجلا ليس لها بمحرم، فقبض عليه، وعمل على ضربه بالسياط، فأشير عليه أن لا يفعل، وقيل له إن في ذلك هتكا لابنتك ولك، فأطلق الرجل وقيّد المرأة واحفظها، فلم يقبل، واستدعى صاحب الشرطة [١١٢ ب] فضرب الرجل بالسياط على باب داره، وكان الرجل ظريفا أديبا، فأنشأ يقول متمثلا وهو يضرب:

لها مثل ذنبي اليوم إن كنت مذنبا ... ولا ذنب لي إن كان ليس لها ذنب

يا قوم، أيحدّ أحد الزانيين، دون الآخر، أخرجوا صاحبتي، وإلّا فأفرجوا عنّي.

قال: فافتضح بذلك، وانهتك، وتناوله الشعراء والخطباء والناس [بألسنتهم] حتى سقط محلّه.

وكان من ذلك، ما قاله ابن بسام «١» ، في قصيدة أوّلها:

يا قومنا إنّ القيامة دانيه ... زان يحدّ ولا تحدّ الزانيه

[ويكمل «٢» البيت الأوّل، بيت تمام له، وهو:

فيا بعل ليلى، ليس يجمع سلمها ... وحربي وفيما بيننا شبّت «٣» الحرب] «٤»