٨٧ أبو جعفر الصيمريّ وزير معزّ الدولة يسخف في مجلس العمل
وكان هذا البومنيّ «١» حسن البلاغة، طويل اللسان، يتكلّم في أمور الكافّة بالبصرة، إذا عرضت المهمّات العظام «٢» ، ويناظر السلطان.
فلما جاء أبو جعفر الصيمريّ «٣» إلى هناك، وطالب الناس بالمعطّل «٤» - ولهذه المطالبة شرح طويل- ناظره البومنيّ في أنّها غير واجبة، فلم ينزل تحت الحجّة، وأخلد إلى القدرة.
فوعظه البومنيّ، وقال: أيّها الأستاذ، إنّ بلدنا، بلد كثير الصالحين، ضعيف الأهل، ما خير قط «٥» لمن ظلمهم، وإنّ أهله يكلونك إلى الله تعالى، [٥١ ط] ويرمونك بسهام الأسحار، يعني الدعاء.
فقلب الصيمريّ الكلام إلى السّخف، وكان شديد «٦» الاستعمال له ظاهرا في مجلس الحفل والعمل، فقال: يا شيخ، سهام الأسحار في لحيتك، يعني الضراط» .