للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٢٨ من مكارم أخلاق الوزير أبي محمد المهلبي]

وكان رحمه الله «١» ، من بقايا الكرام، ولقد شاهدت له مجلسا في شهر رمضان، سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، كأنّه من مجالس البرامكة، ما شهدت مثله قط قبله ولا بعده، وذلك:

إنّ كاتبه على ديوان السواد، أبو الحسين عبد العزيز بن إبراهيم، المعروف بابن حاجب «٢» النعمان، سقط من روشن «٣» في دار أبي محمّد على دجلة، فمات في اليوم الثامن من السقطة.

فجزع عليه أبو محمد، وجاء من غد إلى أولاده، لأنّهم كانوا دفنوه «٤» عشيّا، وكنت معه [وحضر، وقد أعدّوا له دستا يجلس فيه، فلما دخل عدل عنه ولم يجلس فيه] «٥»

، فعزّاهم بأعذب لسان، وأحسن بيان [٢٥ ب] ، ووعدهم الإحسان، وقال: أنا أبوكم، وما فقدتم من ماضيكم غير شخصه.

ثم قال لابنه الأكبر أبي عبد الله: قد ولّيتك موضع أبيك، ورددت