للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٤٠ أبغي الشفا بك من سقمي ومن دائي]

أنبأنا محمد بن عبد الباقي «١» ، قال: أنبأنا علي بن المحسن التنوخي، قال:

أنبأنا أبو عمر بن حيويه «٢» ، قال: أنبأنا محمد بن خلف «٣» ، قال: أنبأنا أبو محمد جعفر بن الفضل العسكري قال: أنبأنا محبوب بن صالح، عن أبيه:

أنّ رجلا من العرب، رأى امرأة، فوقعت بقلبه، فكاتم بذلك دهرا، ثم أنّ الأمر تفاقم، وتمكّنت منه الصبابة، وسحقه الغرام، فبعث إليها يسألها نفسها، ويخبرها بما هو عليه من حبّها.

فكتبت إليه: اتّق الله أيها الرجل وارع على نفسك، واستحي من هذه الهمة التي قد تعلّقت بها، فإن ذلك أولى بذوي العقول، فلما وافاه كتابها، أخذته وسوسة، واستولى عليه الشيطان، وجعل الأمر يتزايد، حتى زال عقله، وكان لا يعقل إلّا ما كان من حديثها أو ذكرها.

وكان يبكّر في كل يوم، فيقف على باب الدار التي تنزلها المرأة، فيقول:

يا دار حيّيت إن كانت تحيّتنا ... تغني ولو كان في التسليم إشفائي

لا زلت أبكيك ما قامت بنا قدم ... أبغي الشفا بك من سقمي ومن دائي

ثم مضى شبيها بالهائم على وجهه، فلم يزل على ذلك حتى مات.

ذم الهوى لابن الجوزي ٢٧٥