للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١٨٠ كلب يكشف عن قاتل سيده]

ومنها «١» : إنّ مبشّر الرومي، مولى أبي، حدّثني: إنّه سمع مولى كان له قبل أبي، يعرف بأبي عثمان، زكريّا المدنيّ، ويقال له: ابن فلانة، وكان هو تاجرا جليلا، عظيما، كثير المال، مشهورا بالجلالة، والثقة، والأمانة، يحدّث:

إنّه كان في جواره ببغداد، رجل من أصحاب العصبيّة، يلعب بالكلاب.

فأسحر يوما في حاجة، وتبعه كلب كان يختصّه من كلابه، فردّه، فلم يرجع، فتركه.

ومشى، حتى انتهى إلى قوم كانت بينه وبينهم عداوة، فصادفوه بغير حديد «٢» ، فقبضوا عليه، والكلب يراهم، فأدخلوه، فدخل معهم، فقتلوه، ودفنوه في بئر في الدار، وضربوا الكلب، فسعى، وخرج وقد لحقته جراحة، فجاء إلى بيت صاحبه يعوي، فلم يعبأوا به.

وافتقدت أمّ الرجل، ابنها، يومه وليلته، فتبيّنت الجراحة بالكلب، وأنّها من فعل من قتل ابنها، وأنّه قد تلف، فأقامت عليه المأتم، وطردت الكلاب عن بابها.

فلزم ذلك الكلب الباب، ولم ينطرد، فكانوا يتفقّدونه في بعض الأوقات.

فاجتاز يوما، بعض قتلة صاحبه بالباب، وهو [٩٩ ط] رابض، فعرفه الكلب، فخمش ساقه، ونهشه، وعلق به.