للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: يا أبا جعفر، التراب والجندل بفيك وعلى رأسك، والويل والويح محيطان بك، أتطمع أن تعلّمهم بهذه الهيبة؟ حفّت بك اللعنة والخيبة، أسبابك أفسدت، أمن قدري بضحكك وضعت؟ أم سترك عند هؤلاء الأنكاد هتكت؟ أشهد الله، لا أكلمك، أو تعتذر.

وأخذ أبو جعفر، يداريه، ويعتذر إليه، حتى رضي لوقته.

وكان يقول الشعر، وينشده أبا جعفر دائما، وما حفظت منه شيئا.

ولولا أنّ هذه الألفاظ، تعاودناها في المكتب ونحن صبيان، لم تعلق بحفظي، فلما ترعرعت، كتبتها [١١٩] في موضع، وأنسيتها، ثم نقلتها منه، إلى هذا الموضع، وبقيت عندي إلى الآن.

[١٠١ مؤدب يتشاتم مع التلاميذ]

وسمعت، وأنا في الكتاب، أنّه جاء إلى معلمي، فأسلم إليه ابنه، فقال له: لم نقلته من عند المعلّم الأوّل؟

قال: لأنّني جزت به يوما، والصبيان يتشاتمون، وهو لا يمنعهم بأكثر من أن يقول: قيّدوا ألفاظكم، أخزى الله حرماتكم، لا تتشاتموا يا بني البظر.

وإذا هو، ليس يمنعهم من سوء الأدب، ويدخل في جملة المتشاتمين، فنقلته.