للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٥٧ حسان بن سنان التنوخي كان نصرانيا، وأسلم]

حدّثني عليّ بن المحسّن القاضي، عن أحمد بن يوسف الأزرق، عن مشايخ أهله، قال:

كان جدنا حسّان بن سنان، يكنى أبا العلاء، وولد بالأنبار في سنة ستين من الهجرة على النصرانية، وكانت دينه، ودين آبائه، ثم أسلم، وحسن إسلامه.

وكانت له حين أسلم ابنة بالغ، فأقامت على النصرانية، فلما حضرتها الوفاة، وصّت بمالها لديرة تنوخ بالأنبار.

وكان حسّان، يتكلم ويقرأ ويكتب، بالعربية، وبالفارسية، وبالسريانية، ولحق الدولتين.

فلما قلّد أبو العباس السفاح، ربيعة الرأي، القضاء بالأنبار، وهي إذ ذاك حضرته، أتي بكتب مكتوبة بالفارسية، فلم يحسن أن يقرأها، فطلب رجلا ديّنا، ثقة، يحسن قراءتها، فدلّ على حسّان بن سنان، فجاء به، فكان يقرأ له الكتب بالفارسية.

فلما اختبره، ورضي مذاهبه، استكتبه على جميع أمره.

وكان حسّان قبل ذلك، رأى أنس بن مالك، خادم النبي صلى الله عليه وسلّم، وروى عنه، ولا يعلم هل رأى غيره من الصحابة أم لا.

ومات جدنا حسّان، وله مائة وعشرون سنة.

تاريخ بغداد للخطيب ٨/٢٥٩