حدّثني أبو منصور عبد العزيز بن محمد بن عثمان، المعروف بابن أبي عمرو الشرابيّ حاجب أمير المؤمنين المطيع «١» لله [٨٠ ب] قال:
دخلت في حداثتي يوما على أبي السائب القاضي، فقصّر في القيام، وأظهر ضعفا عنه للسنّ، والعلل المتّصلة به، وتطاول لي، فجذبت يديه بيديّ، حتى أقمته القيام التامّ.
وقلت له: أعين قاضي القضاة- أيّده الله- على إكمال البرّ، وتوفية الإخوان الحقّ.
قال: وقد كنت عاتبا عليه في أشياء عاملني بها، وإنّما جئته للخصومة، فبدأت لأصل الكلام.
فحين رأى الشرّ في وجهي، قال: تتفضل باستماع كلمتين ثم تقول ما شئت.
فقلت له: قل.
فقال: روينا عن ابن عبّاس في قوله تعالى: فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
«٢» قال: عفو بلا تقريع، فإن رأيت أن تفعل ذلك، فعلت.