للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤٤ أبو نصر البنص في مجلس سيف الدولة، يعلّل سبب تسميته بالبنص

أخبرني أبو جعفر طلحة بن عبيد الله بن قناش، إنّه كان بحضرة سيف الدولة «١» ، وقد كان من ندمائه، قال:

كان يحضر معنا أبو نصر البنص، وكان هذا رجلا من أهل نيسابور، أقام ببغداد قطعة من أيّام المقتدر، وبعدها إلى أيّام الراضي، وكان من أصحابنا في المذهبين، يعني في الفقه مذهب أبي حنيفة، وفي الكلام مذهب أهل العدل والتوحيد «٢» ، وكان مشهورا بالطيبة، والخلاعة، وخفّة الروح، وحسن المحاضرة، مع عفّة وستر، وتقلّد الحكم في عدّة نواح بالشام.

فقيل له يوما بحضرة سيف الدولة، لم لقّبت بالبنص؟

قال: ما هذا لقب، إنّما هو اشتقاق من كنيتي، كما انّنا لو أردنا أن نشتقّ من أبي عليّ مثل هذا، وأومأ إلى ابن البازيار، لقلنا ألبعل، ولو اشتققنا من أبي الحسن مثل هذا، وأومأ إلى سيف الدولة، لقلنا ألبحس.

فضحك منه، ولم ينكر عليه.