قال القاضي أبو علي المحسّن بن أبي القاسم علي التنوخي:
خرج رجلان من المدينة، يريدان عبد الله بن عامر بن كريز «١» ، للوفادة عليه، أحدهما من ولد جابر بن عبد الله الأنصاري «٢» ، والآخر من ثقيف، وكان عبد الله عاملا بالعراق لعثمان بن عفان رضي الله عنه.
فأقبلا يسيران، حتى إذا كانا بناحية البصرة، قال الأنصاري للثقفي:
هل لك في رأي رأيته؟
قال: اعرضه.
قال: ننيخ رواحلنا، ونتوضّأ، ونصلّي ركعتين، نحمد الله عز وجل فيهما، على ما قضى في سفرنا.
قال له: نعم، هذا الرأي الذي لا يردّ.
قال: ففعلا.
ثم التفت الأنصاري إلى الثقفي، فقال له: يا أخا ثقيف، ما رأيك؟