للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١٣٢ من يعمل مثقال ذرة خيرا يره]

روى القاضي التنوخي أيضا، في كتابه نشوار المحاضرة «١» ، عن شخص «٢» انّه قال:

كان لأبي مملوك يقال له مقبل، فهرب منا، ولم نعرف له خبرا منذ سنين كثيرة.

ثم تغرّبت عن بلدي، ووقعت إلى نصيبين، وأنا إذ ذاك شاب، ما نبتت لحيتي.

فأنا ذات يوم مجتاز، وفي كميّ منديل مملوء دراهم، وأنا في سوق نصيبين، إذ رأيت غلامنا مقبل.

فحين رآني، بشّ بي، وفرح، وأظهر سرورا عظيما، [وأقبل يسألني عن أبي وأهلنا، فأعرفه موت من مات، وخبر من بقي.

ثم قال لي: يا سيدي متى دخلت إلى هاهنا، وفي أي شيء؟

فعرّفته، فأخذ يعتذر من هربه منّا، ثم قال: أنا مستوطن هنا وأنت مجتاز] «٣» وقال: يا سيدي، تجيء إلى دعوتي اليوم؟ [فإني أحضر لك نبيذا طيبا، وغناء حسنا] «٤» .

فقلت: نعم.