فمشى قدّامي، ومشيت خلفه، وطال الطريق عليّ، وأنا أقول له:
ويحك أين بيتك؟ فيقرّب عليّ المدى.
حتى بلغ آخر نصيبين، في درب خراب يقارب الصحراء، فدقّ بابا، فخرج رجل، ففتح الباب، فدخل، ودخلت.
فحين حصلت في الدهليز، ردم الباب «١» ، واستوثق منه، فأنكرت ذلك، ودخلت، فإذا أنا بثلاثين رجلا، بسلاح، بلا بارية ولا غيرها، وإذا هم لصوص، وهو عين «٢» لهم، فأيقنت بالبلية والشرّ.
فقام إليّ واحد منهم، وقال: انزع ثيابك.
فطرحت ما كان عليّ، إلّا السراويل، فجاءوا ليأخذونه، فسألتهم في ذلك، فتركوه.