للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فكاشفني، وقال للقوم: إنّكم إن لم تقتلوه، وإلّا يخرج ينبّه عليكم السلطان، فيقتلكم كلّكم.

قال: فجذبني واحد منهم، واستلّ سيفه، وسحبني من صدر الدار التي كانوا فيها، [إلى البالوعة] «١» ليذبحني عليها.

فوقعت عيني على غلام منهم، كان على قدر سنّي، فقلت له: ارحمني، فأنت غلام مثلي، وإن خلّصتني من يد هؤلاء، أجرت بي، فاستدفع البلاء من الله تعالى، بخلاصي.

قال: وبكيت، وبقيت أحلف لهم، انّي لا أنبّه عليهم أبدا، ولا أتكلّم إن تركوني.

قال: فألهم الله عز وجل، ذلك الفتى، أن طرح نفسه عليّ، وقال:

والله، لا يقتل وأنا حيّ، فإما قتلتموني قبله، وإلّا فلا تقتلوه.

قال: وتعصّب له أستاذه، وقال: غلامي أجاره، فلا تقتلوه.

فشتموه، وشتموا غلامه، وتعصّب لهما جماعة، وجاءوا فأخذوني من البالوعة، وقد كاد الرجل يذبحني، فأجلسوني في صدر صفّة، وجلسوا حولي، وشتموا ذلك الغلام، ومنعوا الباقين عنّي.

وقالوا: نحن جياع، فأتونا بشيء نأكله، وقتل هذا لا يفوت.

فقال الباقون: القول ما قالوا، فكفّوا عني.

ومضى، فاشترى خمسين رأسا، وخبزا كثيرا، وجبنا، وزيتونا «٢» ، وجاءهم به، فجلسوا يأكلون، وأنا أتخوّف أن يتغافلني منهم إنسان، فيقتلني.