وأخرجني ابن الفرات في سنة تسع وتسعين «٢» ، أنظر في أمر إصلاح الطريق ونفقات الموسم «٣» ، وسبّب لذلك مالا على الكوفة، وأسد بن جهور عاملها «٤» .
فلما جئتها، وكان لي صديقا، تأخّر عن قصدي، فتأخّرت عنه أيضا، فولّد بيننا ذلك وحشة، فاستقصيت عليه في المطالبة بالمال، وتقاعد بي، فصارت مكاشفة.
فكتبت إلى الوزير أحرّضه عليه، وكتب يتشكّاني [١٦٥ ب] ، فوردت [١٩٢ ط] الكتب إلى شاكر الإسحاقي، وهو أمير الكوفة «٥» ، أن يجمع بيننا في المسجد، ولا يبرح، ولا ينفصل، أو يرضيني بالمال.
فركبت، وجئت إلى باب الإسحاقي، ولم أدخل، وعرّفته ما ورد، وانّني متوجه إلى الجامع.