قال: قل، فأنت كنت الرسول، فاذكر الحديث على صورته كلّه، فو الله إن تركت منه حرفا، لم تلق خيرا.
فما أمكنني إلّا أنني سردت كلام أبي محمد، كما قاله، ولم أترك منه شيئا، وأبو القاسم يتقدّد في إهابه، ويتمزّق في جلده، ويتغيّر وجهه، ويتلوّن ألوانا، عند كل كلمة منه.
فأقبل عليه عضد الدولة، فقال: كيف ترى يا عبد العزيز «١» ؟ لا جزاك الله خيرا، الآن علمت أنّك لا تعتمد حالة ترضي الله تعالى، ولا تتبنّى مكرمة، ولا تحفظ مروءة، ولا تحرس أمانة، ولا يخرج فكرك عنك، ولا صمتك، إلّا في مال تجتذبه، وإقطاع لنفسك تثّمره، وتجعلني بابا من أبواب معاشك، وجهة من جهات أرباحك، تبعد من ينفعني، وتقرّب من ينفعك، فخدمتك معروفة، وسيرتك معلومة، وكنت أسمع في جرّك النار إلى قرصك، وشرهك في جميع أحوالك، وأذاك لمن يقصد أبوابنا، ولكن لكلّ أجل كتاب، ثم أمر به فأخذ.