للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عبد الله «١» ، وأبو الفرج محمد بن العباس بن فسانجس «٢» .

فجئنا إلى أبي الغنائم، ودخلنا إليه وهو جالس في عرضيّ «٣» في داره التي كانت لأبيه على دجلة، على الصراة «٤» ، عند شبّاك في دجلة، وهو في دست كبير عال، جالس، وبين يديه الناس على طبقاتهم، فهنأناه بالشهر وجلسنا، وهو إذ ذاك صبيّ [غير] بالغ، إلّا أنّه محصّل.

فلم يلبث أن جاء أبو الفضل وأبو الفرج، فدخلا اليه وهنآه بالشهر، فأجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، على طرف دسته، في الموضع الذي فيه فضلة المخاد إلى الدست، ما تحرّك لأحدهما، ولا انزعج، ولا شاركاه في الدست.

وأخذا معه في الحديث، وزادت مطاولتهما، وأبو الفضل يستدعي خادم الحرم، فيسارّه، فيمضي ويعود، ويخاطبه سرّا.

إلى أن جاءه بعد ساعة، فسارّه، فنهض.

فقال له أبو الفرج: إلى أين يا سيدي؟

فقال: أهنّئ من يجب تهنئته وأعود إليك، وكان أبو الفضل زوج زينة «٥» ، أخت أبي الغنائم، من أبيه وأمّه تجنّي «٦» .

فحين دخل واطمأنّ قليلا، وقع الصراخ، وتبادر الخدم والغلمان، ودعي