للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان معه في ذلك الديوان جماعة من أولاد الكتّاب، وفيهم فتى نجيب من ولد يعقوب بن فرازون النصراني، وكان يفهم النجوم.

فقال له ذلك الفتى: يا سيّدي أرى فيك نجابة وصناعة، ولك حظّ من الرياسة، وقد رأيت مولدك، وهو يدلّ على أنّك تتقلّد الوزارة، وتطول أيّامك فيها، فاكتب لي خطّا، يكون معي تذكر فيه اجتماعنا، وتضمن لي أن يكون لي حظّ منك إذ ذاك، حقّ بشارتي لك.

قال: فأخذ القرطاس، وكتب فيه، بحسن خطّه: ليلقني فلان، إذا بلّغني الله ما أحبّ، لأبلّغه ما يحب إن شاء الله.

فحدّثت أباه في ذلك، ففرح، وقال: قد والله سررتني بذلك. وأحضر المنجّمين، وأخرج مولده، فحكموا له بالوزارة، وأنّه يتقلّدها سنة ثمان وسبعين «١» .

فخلف أباه على وزارة المعتضد «٢» في إمارته «٣» ، ودامت له إلى أن مات «٤» .

فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم ١٦٥