للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتأمّلته يحفر بيديه، فعلمت أنّ فيها آلة حديد يحفر بها.

فتركته إلى أن اطمأنّ، وأطال، وحفر شيئا كثيرا، ثم أخذت سيفي ودرقتي، ومشيت على أطراف أناملي، حتى [٢٠١] دخلت القبة، فأحسّ بي، وقام إليّ بقامة إنسان، وأومأ إليّ ليلطمني بكفه، فضربت يده بالسيف، فأبنتها، وطارت.

فصاح: أواه، قتلتني، لعنك الله.

وعدا من بين يديّ، وعدوت وراءه، وكانت ليلة مقمرة، حتى دخل البلد، وأنا وراءه، ولست ألحقه، إلّا أنّه بحيث يقع بصري عليه، إلى أن اجتاز في طرق كثيرة، وأنا في خلال ذلك أعلّم الطرق، لئلا أضلّ، حتى إذا جاء إلى باب دار، فدفعه، ودخل، وغلقه، وأنا أتّبع.

فعلّمت الباب، ورجعت أقفو الأثر، والعلامات التي علّمتها في طريقي، حتى انتهيت إلى القبّة التي كان فيها النبّاش، فطلبت الكف، فوجدتها، وأخرجتها إلى القمر، فبعد جهد، انتزعت الكفّ المقطوع من الآلة الحديد، فإذا هي كفّ كالكفّ، وقد أدخل أصابعه في الأصابع، وإذا هي كفّ فيها نقش حناء، وخاتمان ذهب.

فحين علمت أنّها امرأة، اغتممت، وتأمّلت الكفّ، وإذا أحسن كفّ في الدنيا، نعومة، ورطوبة، وسمنا [٢٠٢] وملاحة، فمسحت الدم منها، ونمت في القبّة التي كنت فيها.

ودخلت البلد، من غد، أطلب العلامات، حتى انتهيت إلى الباب.

فسألت: لمن الدار؟

فقالوا: لقاضي البلد.

واجتمع عليها خلق، وخرج منها رجل شيخ بهيّ، فصلّى الغداة بالناس، وجلس في المحراب.