يستوزر إبراهيم بن حمدان الشيرازي «١» ، كاتب الحسين بن عمرو- قال أبو الفضل، وهو جدّ أبي القاسم عليّ بن الحسين بن إبراهيم المعروف بالمشرف «٢» - على ما كان ينظر فيه للمكتفي، ويلبسه السواد، ويخاطب بالوزارة، لأنّه لم يرغب هو في الإسلام، ولم يجز [٢٣٢] استيزار ذمّي، وأن تكون الدواوين، والأمور، كلّها إليه، ويؤمر الوزير أن يصدر عن أمره، ولا يصل إلّا في أيّام المواكب، والمجالس الحافلة، للعرض فقط، وإقامة الرسم، ويلبس السواد، والسيف، والمنطقة، وأنّ فارس- داية المكتفي- هي التي قررت ذلك مع الخليفة، وأنّه قد وعدهم ليوم بعينه، قريب، ذكره، ليقبض على القاسم وأسبابه، ويسلمون إلى الحسين بن عمرو.
وشاور القاسم أبا العباس بن الفرات «٣» ، كيف يصنع؟
فقال له: عندي ما يكفيك هذا الأمر.
قال: وما هو؟
قال: كتاب بخطّ الحسين بن عمرو، الذي يعرفه الخليفة، إلى أبيك «٤» ، كتبه إليه من بعض الوجوه التي خرج إليها المكتفي، في أيّام المعتضد، وهو إذ ذاك كاتبه، يخبر أباك، عن بخل المكتفي، وسقوط نفسه، وعيوبه، وفواحشه، وضعفه، ونقصه، بكلّ عظيمة، ويشير على أبيك، أن ينهي ذلك إلى المعتضد، وأن يسرع في استدعائه إلى [٢٣٣] الحضرة، لئلّا يفتضح الملك.
والوجه لك، أن تعمل ثبتا «٥» بجميع أملاكك، وما تحويه يدك، ودارك،