للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ما هو؟

قالت: هو لأبي خازم القاضي «١» .

قال: فعجبنا من ذلك، مع شدّة تقشّف أبي خازم، وبغضه «٢» ، وورعه، وتقبّضه.

فقال لي الوزير: بالله يا أبا إسحاق، بكّر إلى أبي خازم، وسله عن هذا الشعر وسببه.

فباكرته، وجلست حتى خلا وجهه، ولم يبق إلّا رجل بزيّ القضاة عليه قلنسوة، فقلت له: شيء أقوله على خلوة.

فقال: قل، فليس هذا ممّن أكتم.

فقصصت عليه الخبر، وسألته عن الشعر والسبب.

فتبسّم، وقال: هذا شيء كان في الحداثة، قلته في والدة هذا- وأومأ إلى القاضي الجالس، فإذا هو ابنه- وكنت إليها مائلا، وكانت لي مملوكة، ولقلبي مالكة، أمّا الآن فلا عهد لي بمثله منذ سنين، وما عملت شعرا منذ دهر طويل، وأنا أستغفر الله مما مضى.

قام: فوجم الفتى، وخجل، حتى ارفضّ عرقا.

وعدت إلى القاسم فأخبرته، فضحك من خجل الابن، [وقال: لو سلم من العشق أحد، لكان أبو خازم مع بغضه] «٣» .

وكنّا نتعاود ذلك زمانا.