للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المرأة التي حملتها، لم أجد بدّا من أدائها، وقد فعل مثلي أبو عمر، في الوديعة التي كانت له عنده، إلا أنّ أبا عمر، فعل ما قد علمته من حيلة، بشراء فصّ بنصف درهم، نقش عليه عليّ بن محمد «١» ، ووضع مالا من عنده، في أكياس ختمها به، وقال للوزير: وديعتك عندي بحالها، وإنّما غرمت ما أدّيت عنك من مالي، وأراد التقرّب إليه، ففعل هذا «٢» ، وأنت تعلم فرق ما بيني وبين أبي عمر، في كثرة المال، فأريد أن تسلّ سخيمته، وتستصلح لي نيّته، وتذكره بحقّي القديم عليه، ومقامي له بين يدي الخليفة إذ ذاك، وأنّ مثل ذلك، لا ينسى بتجنّ لا يلزم.

فقال له أبي: أنا أفعل ولا أقصّر، وقد اختلفت الأخبار علينا، فيما جرى ذلك اليوم، فإن رأى القاضي- أعزّه الله- أن يشرحه لي، فعل.

فقال أبو جعفر: كنت أنا، وأبو عمر، وعلي بن عيسى، وحامد بن العباس بحضرة الخليفة، مع جماعة من خواصه، وكلهم منحرف عن الوزير- أيّده الله- ومحب لمكروهه، إذ أحضر حامد، الرجل الجندي، الذي ادّعى أنّه وجده راجعا من أردبيل «٣» ، إلى قزوين «٤» ، ثم إلى أصبهان «٥» ، ثم إلى البصرة «٦» ، وأنّه أقرّ له عفوا «٧» ، أنّه رسول ابن الفرات، إلى ابن