فقال القرمطي: لا يصعد إليه أحد، ودعوه، فترك الميزاب، ولم يقلع.
ثم سكنت النائرة، بعد يوم أو يومين.
قال: فكنت أطوف بالبيت، فإذا بقرمطيّ سكران، وقد دخل المسجد بفرسه، فصفر له، حتى بال في الطواف «١» ، وجرّد سيفه ليضرب به من لحق، وكنت قريبا منه، فعدوت، فلحق رجلا كان إلى جنبي، فضربه، فقتله.
ثم وقف، وصاح: يا حمير، أليس قلتم في هذا البيت، مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً
«٢» ، فكيف يكون آمنا، وقد قتلته الساعة بحضرتكم؟
قال: فخشيت من الرد عليه أن يقتلني، ثم طلبت الشهادة، فجئت حتى لصقت به، وقبضت على لجامه وجعلت ظهري مع ركبته، لئلا يتمكّن من ضربي بالسيف، ثم قلت: اسمع.
قال: قل.
قلت: إنّ الله عزّ وجلّ لم يرد: أنّ من دخله كان آمنا، وإنّما أراد: