للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجاءني أعظم من الأوّل، وسمعت كلام خدم وجواري، وهو يقول من بينهم: ويلك يا فلانة أيش في صندوقك؟ أريني هو؟

فقالت: ثياب لستي يا مولاي، والساعة أفتحه بين يديها، وتراه.

وقالت للخدم: أسرعوا ويلكم، فأسرعوا.

وأدخلتني إلى حجرة، وفتحت عنّي، وقالت: اصعد تلك الدرجة، إلى الغرف، واجلس فيها، وفتحت بالعجلة، صندوقا آخر، فنقلت بعض ما كان فيه إلى الصندوق الذي كنت فيه، وقفلت الجميع.

وجاء المقتدر وقال لها: افتحي، ففتحته، فلم يرض منه شيئا، وخرج.

فصعدت إليّ، وجعلت ترشفني، وتقبّلني، فعشت «١» ، ونسيت ما جرى.

وتركتني، وقفلت باب الحجرة يومها، ثم جاءتني ليلا، فأطعمتني، وسقتني، وانصرفت.

فلما كان من غد، جاءتني فقالت: السيّدة، الساعة تجيء، فانظر كيف تخاطبها.

ثم عادت بعد ساعة مع السيّدة، فقالت: انزل، فنزلت.

فإذا بالسيدة جالسة على كرسي، وليس معها إلّا وصيفتان، وصاحبتي.

فقبّلت الأرض، وقمت بين يديها، فقالت: اجلس.

فقلت: أنا عبد السيّدة وخادمها، وليس من محلّي أن أجلس بحضرتها.