للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: بأبي والله هي، فكيف لا أعرفها؟

قلت: لله قيس بن ذريح حيث يقول:

وإني لمفن دمع عينيّ بالبكا ... حذارا لما قد كان أو هو كائن

وقالوا غدا أو بعد ذاك بليلة ... فراق حبيب لم يبن وهو بائن

وما كنت أخشى أن تكون منيّتي ... بكفّيك إلّا أنّ ما حمّ حائن

فقال: أنا والله أشعر منه حيث أقول:

نعب الغراب ببين ليلى إنّه ... كان الكتاب ببينهم مخطوطا

أصبحت من أهلي الذين أحبهم ... كالسهم أصبح ريشه ممروطا

ثم وثب مسرعا إلى ظباء سنحت له، فغاب عني، فتبعته، فجعلت أقفو أثره، الى آخر النهار، فما وقعت عيني عليه.

ثم غدوت في اليوم الثاني، فجعلت أطوف عليه في تلك الفيافي. حتى إذا جنّني الليل، انصرفت.

فلما كان في اليوم الثالث طلبته، فإذا هو عريان، بين أحجار، ميت «١» .

ذم الهوى ٣٩٧