وسمع حفيف ثوبها، فخرج معارضا لها بالسيف، فضربها على حبل عاتقها «١» ، وسمعت ليلى الوجبة «٢» ، فغدت عليه بهراوة، وأدبر، فاتبعته الفتاة، فأصابت خشاشه «٣» ، فتتعتع «٤» ، فسقط، ثم انتعش، فغدا هاربا، وقال في ذلك:
وإنّ لليلى بين أذني وعاتقي ... كضربة سلمى يوم نعف الشقائق
قال: واستصرخ أبوها، وعمها، وإخوتها، فأقبلوا، ويأوي أبو البلاد في قارة «٥» ، حذاء أبياتهم، فكان يكون فيها نهاره، وينحدر بالليل، فيتنوّر نار أهلها، وهي تضرب بنفسها «٦» في ثياب لها، وبها علز الموت «٧» ، فيراها.
فأخبر بذلك أبوها، فقال: ما كنت لأقتل ولدا بولد، وقال أبو البلاد وهو يرى نار سلمى التي كانت توقد لها قبل الموت:
يا موقد النار وهنا موقد النار ... بجانب الشيخ من رقصات أعيار
يا موقد النار أشعلها بعرفجة ... لمن تنوّرها من مدلج ساري