للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان هذا «١» ، رجلا من وجوه التجار البزّازين بباب الطاق»

، هو، وأبوه، وعمومته، وكانوا يشهدون عند القضاة «٣» ، بتمكّنهم من خدمة زيدان «٤» ، قهرمانة المقتدر، ومعاملتهم لها، واتّصلت معاملة أحمد بن عبد الله بعد المقتدر، بحاشيته، وولده.

وكان المتقي يرعى له خدمته في حياة أبيه، وبعد ذلك، فلما أفضت الخلافة إليه، أحبّ أن ينوّه باسمه، ويبلغه إلى حال لم يبلغها أحد من أهله، فقلّده القضاء، ولم تكن له خدمة للعلم، ولا مجالسة لأهله.

فعجب الناس لذلك، وقدّروا أنّه سيستعمل الكفاة على هذه الأمور العظام، فلم يفعل ذلك، ونظر في الأمور بنفسه، فظهرت منه رجلة «٥» وكفاية، وجرت أحكامه وقضاياه على طريق صالحة، وبان من عفّته، وتنزّه نفسه، وارتفاعها عن الدنس، ما تمكّنت بها حاله من نفوس الناس، ورضى مكانه أهل الجلالة والخطر، ولم يتعلّق عليه بشيء، وارتفعت عنه الكلفة، ولم يلحقه عتب في أيامه.

قال علي بن المحسّن: وذكر طلحة: إنّه خرج إلى الشام بعد سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة «٦» ، فمات هناك.

تاريخ بغداد للخطيب ٤/٢٣١