للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: مقارع، فضربه نحو مائة مقرعة، وقرّره، وحلف إن لم يصدقه، ضرب عنقه، وأحضر السيف والنطع.

فقال الأسود: لي الأمان؟

فقال: لك الأمان، إلّا ما يجب عليك فيه حدّ، فلم يفهم ما قال له، وظنّ أنّه قد آمنه.

فقال: أنا كنت أعمل في أتاتين الآجر سنين «١» ، وكنت منذ شهور هناك جالسا، فاجتاز بي رجل في وسطه هميان فتبعته، فجاء إلى بعض الأتاتين، فجلس وهو لا يعلم مكاني، فحل الهميان، وأخرج منه دينارا، فتأملته، فإذا كله دنانير، فثاورته، وكتفته، وسددت فاه، وأخذت الهميان، وحملته على كتفي، وطرحته في نقرة الأتون، وطيّنته، فلما كان بعد ذلك أخرجت عظامه، فطرحتها في دجلة، والدنانير معي يقوى بها قلبي.

فأمر المعتضد من أحضر الدنانير من منزله، وإذا على الهميان مكتوب:

لفلان بن فلان.

فنودي في البلدة باسمه، فجاءت امرأة، وقالت: هذا زوجي، ولي منه هذا الطفل، خرج في وقت كذا، ومعه هميان فيه ألف دينار، فغاب إلى الآن.

فسلّم الدنانير إليها، وأمرها أن تعتدّ، وضرب عنق الأسود، وأمر أن تحمل جثته إلى الأتون «٢» .

الأذكياء ٤٢