للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وانتبه الرجل يريد الخروج، فقال للجارية، افتحي الأقفال من الباب، ودعيه متربسا «١» ، ففعلت، وقربت من الحمار، فرفس، فصاحت.

فخرجت أنا، ففتحت المترس «٢» ، وخرجت أعدو، حتى جئت إلى المشرعة، فنزلت في الخيطية.

ووقعت الصيحة في دار الرجل.

فطالبني أصحابي أن أعطيهم شيئا منها، فقلت: لا، هذه قصة عظيمة وأخاف أن يتنبّه عليها، ولكن دعوها عندي، فإن مضى على الحدث ثلاثة أشهر، وانكتم، فصيروا إليّ، أعطيكم النصف، وإن ظهر، خفت عليكم وعلى نفسي، وجعلته حقنا لدمائكم، فرضوا بذلك.

فأرسل الله هذا البواب، بلية، فخدمني، فاستحييت منه، وخفت أن يقتل، هو وأصحابه، وقد كنت وضعت في نفسي الصبر على كل عذاب، فدخلتم عليّ من طريق أخرى، لم أستحسن في الفتوة، معها، إلّا الصدق.

فقال له الأمير: جزاء هذا الفعل، أن أطلقك، ولكن تتوب.

فتاب، وجعله الأمير من بعض أصحابه، وأسنى له الرزق، فاستقامت طريقته.

الأذكياء ١٩٣