للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأحاط بجيش الاسكندر، حتى خافوا الهلكة، وتواثب أصحابه، فركبو واستعدوا للحرب.

فبينما هم كذلك، إذ ظهر ملك الصين وعليه التاج، فلما رأى الاسكندر ترجّل.

فقال له الاسكندر: أغدرت؟

قال: لا والله.

قال: فما هذا الجيش؟

قال: أردت أن أعلمك، أنّي لم أطعك من قلّة وضعف، والآن ترى هذا الجيش، وما غاب عنك منه أكثر، لكنّي رأيت العالم الأكبر مقبلا عليك، ممكّنا لك، فعلمت أنّه من حارب العالم الأكبر، غلب، فأردت طاعته بطاعتك، والذلّة لأمره، بالذلّة لك.

فقال الاسكندر: ليس مثلك من يؤخذ منه شيء، فما رأيت بيني وبينك، أحدا، يستحق التفضيل، والوصف بالعقل، غيرك، وقد أعفيتك من جميع ما أردته منك، وأنا منصرف عنك.

فقال ملك الصين: أمّا إذا فعلت ذلك، فلست تخسر.

فلما انصرف الاسكندر، أتبعه ملك الصين، من الهدايا والألطاف، بضعف ما كان قرّره معه «١» .

لباب الآداب ١٢٩