للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واتّفق أن صار إليه من خاطبه في أمر كاتب للعيال «١» ، كان محبوسا، وسأله مسألة الوزير إطلاقه، وضمن له خمسة آلاف دينار له خاصة، وللوزير عشرين ألف دينار، على يده، وللحواشي خمسة آلاف دينار، وواقفه على تعديل المال، عند بعض التجار بالكرخ.

فلما توثّق منه، قصد الوزير، ومعه رقعة بالصورة، فأمره بحمل المال، ليطلق له الرجل.

فحمل المال، فلما حصل في الدار، منع بعض الخدم من إدخاله في الخزانة، إلى أن يؤذن في قبضه.

وعرف الوزير أمره، فتقدّم إلى العطار، أن يفرّق ما للحاشية عليهم، ويأخذ جميع الباقي لنفسه، وأمر بإطلاق كاتب العيال.

فاستعظم العطار ذلك، وملأ قلبه، ورأى قدره يصغر عن مثله، فقال للوزير: يقنعني من هذا كلّه، ألف دينار، أغيّر بها حالي، واجعلها رأس مالي.

فقال له: خذ الجميع، عافاك الله، ولا تكثر عليّ في الخطاب.

فخرج من حضرته، وصار إلى أبي أحمد المحسّن، وعرّفه الحال، وأنّه يقنعه اليسير ممّا أعطيه، وأومأ إلى حمل الباقي إليه.

فقال له أبو أحمد: يأمر لك الوزير بشيء وأصانعك عليه؟ خذ المال، وانصرف «٢» .

الوزراء للصابي ٨٤