للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأنزلت الخادم، وهاديته، ولا طفته، وحملت إليه خمسة آلاف درهم فاستعظمها، وعبدني «١» .

فقلت له: إنّ ذيلي طويل «٢» ، وأريد أن أصلح أمري، ثم أخرج، فتمهلني أسبوعا، وتدعني أخلو في منزلي، وأصلح ما أحتاج إليه، ثم أخرج معك، فمكّنني من ذلك.

فقلت لإخوتي، وأصهاري، وكتّابي: ليدعه كلّ واحد منكم يوما، له، ولغلمانه، وأسبابه، وامنعوهم من معرفة خبري، وشاغلوهم بالنبيذ، والشطرنج، والمغنّيات، ففعلوا ذلك.

وخرجت أنا تحت الليل بمرقّعة «٣» ، راكبا حمارا، ومعي غلامان من غلماني، ودليل، وليس معي شيء من الدنيا، إلّا سفاتج بخمسة آلاف دينار.

وسرت واشتغل الخادم بالدعوات، فما عرف خبري إلّا وأنا بواسط «٤» ، فقامت قيامته، وانحدر في طريق الماء، فوصل إلى الأبلّة «٥» ، وقد قاربت أنا [٦٢ ط] بغداد، ثم دخلتها متخفّيا، وطرحت نفسي على أبي المنذر النعمان ابن عبد الله «٦» ، وكانت لي به حرمة وصحبة، أيّام تقلّده الأهواز، وتصرّفي