للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دجلة دفعات، وكأنّني متعجب من ذلك، وسرت على ضفتيه، متأملا لأمره، ومستطرفا لعظمه «١» ، فرأيت دستاهيج قنطرة «٢» ، فقلت: ترى من قد حدّث نفسه، بعمل قنطرة في هذا الموضع، وعلى هذا البحر الكبير، وصعدته، وكان وثيقا محكما، ومددت عيني، فإذا بإزائه مثله، فزال عني الشك، في أنهما دستاهيج قنطرة، وأقبلت أصعّد، وأصوب نظري، وأتعجّب.

وبينا أنا واقف عليه، رأيت شخصا قد قابلني من ذلك الجانب الآخر، وناداني: يا أحمد، تريد أن تعبر؟

قلت: نعم.

فمدّ يده، حتى وصلت إليّ، وأخذني، وعبّرني، فهالني أمره وفعله، وقلت له، وقد تعاظمني فعله: من أنت؟

قال: أنا عليّ بن أبي طالب، وهذا الأمر صائر إليك، ويطول عمرك فيه، فأحسن إلى ولدي وشيعتي.

فما انتهى الخليفة إلى هذا الكلام، حتى سمعنا صياح الملاحين، وضجيج ناس، فسألنا عن ذلك، فقيل: ورد أبو علي الحسن بن محمد بن نصر، ومعه جماعة، وإذا هم الواردون للإصعاد به، وقد تقرّرت الخلافة له،